تقرير خاص من لجان التنسيق المحلية في سوريا
الرستن: مأساة عائلة من ضحايا النظام
ليس لإجرام النظام حدود، فهو لا يستثني شيوخا أو أطفالا في أعماله الانتقامية حتى لو راح ضحيتها عشرات الأفراد من العائلة نفسها، كما حصل مع عائلة الأشتر في مدينة الرستن شمال حمص، والتي كانت سباقة إلى الانخراط في الثورة منذ بداياتها.
اعتقل واستشهد العديد من أبناء هذه العائلة ولا يزال آخرون مشردون عن منازلهم التي احتلها الجيش ولاحق معيليها.
فقد اعتقل محمد قاسم الأشتر، تولد1973، في نيسان/أبريل من السنة الماضية، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، ويعمل في نجارة البيتون.
واعتقل عبد الرحمن قاسم الأشتر من مكان عمله في فوج إطفاء حمص، بتاريخ 28-7-2011، وهو متزوج ولديه سبعة أولاد، كما استشهد ابنه قاسم عبد الرحمن الأشتر، 15سنة، بتاريخ 6-10-2011.
وبتاريخ 31-9-2011 اعتقل حسين قاسم الأشتر، تولد 1961، وهو ضابط مسرح من الجيش برتبة رائد، تاركا عائلة من عشرة أفراد بلا معيل. كما اعتقل في اليوم نفسه ابنه حازم تولد 1985، وهو مصاب بطلق ناري في المعدة، ولا يعرف مصيرهما حتى اللحظة.
في اليوم نفسه اعتقل مصلح قاسم الأشتر من مكان عمله في شركة كهرباء الرستن، وهو متزوج ولديه أربعة أولاد.
بينما قام الجيش باحتلال منزل الرجل المسن، قاسم حسين الأشتر وهو في العقد التاسع من عمره، أما أبناؤه منور ويوسف ويحيى فهم مطلوبون للأمن ومتوارون منذ أشهر طويلة، تاركين ورائهم عائلات وأطفال بلا إعالة.
أما الابن الآخر حسن قاسم الأشتر فقد احتل منزله أيضا من قبل الجيش وشردت عائلته فيما يستمر هو بالتواري باعتباره مطلوبا من قبل الأمن، علما أنه متزوج ولديه خمسة أطفال.
كما قام الجيش باحتلال منزل أخ قاسم الأشتر، وهو محمد حسين الأشتر، متزوج ولديه 14 ولد. وكذلك احتلال منزل ابنه خليل محمد الأشتر، الذي اضطر للتواري بعد أن أصبح مطلوبا تاركا وراؤه عائلة من زوجة وخمسة أبناء. وكذلك قام الجيش باحتلال منازل الأبناء الآخرين عبد المالك وخالد محمد الأشتر وتشريد عائلتيهما حيث للأول أربعة أولاد وللثاني ولدين، بينما الآباء متوارون.
أما حسين حسين الأشتر، فهو متواري عن الأنظار منذ أن أصبح مطلوبا، وقام الجيش باحتلال منزله وتشريد أبنائه العشرة، وجميعهم مطلوبين.
بينا تعرض حفيد قاسم الأشتر وعمره 15سنة، إلى الاعتقال والتعذيب الشديد الذي أفقده بصره في إحدى عينيه. وأصيب الحفيد الآخر بقذيفة أدت إلى شلل يده اليمنى، بينما أصيب يحيى الأشتر بشظيتين في ظهره، ورصاصة في بطنه قبيل اعتقاله من قبل الجيش. أما الطفلة هدى الأشتر ابنة العشر سنوات، فقد سقطت قذيفة دبابة على منزلهم فأصيبت في وجهها وفقدت ستين بالمئة من بصرها مع تشوه في الوجه.
هذا واستشهد من عائلة الأشتر في الرستن سبعة أشخاص منذ بداية الثورة حتى اللحظة، وتستمر مأساة هذه العائلة، ويستمر نضالها من أجل الحرية رغم كل مالحق بها من إجرام النظام وعسفه.
لجان التنسيق المحلية في سوريا 17-1-2012