يؤلمنا في هذا اليوم ألّا نتوجه إلى أمهاتنا، أمهات السوريين، بكلمات المعايدة المألوفة ووجه أمنا العظيمة، سوريانا، تصبغه صفرة وجه القاتل وحمرة دم القتيل. وجهها الجميل التليد استباحته لعام كامل عصبة المجرمين القتلة الموتورين تمزيقاً وتشويهاً، اغتالت إبانه وعذّبتْ وانتهكتْ بشكل ممنهج أرواح وأجساد شبان وشبابات سورية ورصيد حاضرها ومستقبلها.
أُماتنا! أمهات الشهداء والجرحى والمختفين والمتوارين، أمهات أنبل جيل عرفته سورية في تاريخها المعاصر. أمهاتنا الثكالى المكابدات الصابرات الجليلات النبيلات العظيمات البهيات المضحيات الشهيدات في حياتكن ومماتكن، أمهات ثورة الحرية والكرامة وروحها وقلبها، سيدات الفردوس وصانعات الخير والجلال والعفو والتسامح، المودة والرحمة، نقف في يومكن خاشعين إكرماً وتقديساً لنبل عطائكن وكرم تضحيتكن وعمق أحزانكن.
أيتها السوريات! أيها السوريون! لقد قدمت المئات من حرائر سورية أرواحهن وحريتهن واستقرارهن وفلذات أكبادهن فداء العبور المجيد إلى الحرية؛ وسلب زبانية النظام أرواح زهرات اشبعوا بها شهوة القتل الأعمى، وانتهكوا حرمات أجساد الكثيرات اطفأوا بها غريزة الهتك البهيمي، وعليكن، عليكم اليوم، على كل واحد منّا، أن يستذكر حس العطف والتفهم الأمومي، روح الوالدة الموفِقة والمنفتحة والمسالِمة، يستنير بها ويتدرأ ويقاوم هول العنف وروح الانتقام وعمق الشقاق في نفسه وفي نفوس أبناء وطنه.
سوريانا، أم الجلاد والضحية، تستأهل منّا في هذه اللحظات أن نتجمل بروح الصبر والتسامح والغفران، روح الأمومة الحقة. إننا، إذ نستذكر ونعود في هذا اليوم إلى أماتنا، أصل الحياة على هذه الأرض، فإنما نستذكر ونعود إلى أصل ثورتنا، سلمية مناهجها وعدالة مطالبها.
المجد لشهيدات سورية
الإجلال لأمات الشهداء والجرحى والمفقودين والمتوارين
العزة والكرامة للمنتهكات من حرائر سورية
عاشت أمنا العظيمة سورية
لجان التنسيق المحلية في سوريا
دمشق 21 آذار/مارس 2012