إن ما جرى في درعا ودوما والمعضمية وما جرى قبل ذلك في حمص وجبلة وبانياس وغيرها من المدن السورية من إدخال الآلة الحربية بكامل عتادها من دبابات وناقلات جند وغيرها لتواجه المتظاهرين العزل وتسفك الدماء وتصادر الحريات العامة وتمنع التظاهر السلمي، ليدل دلالة واضحة على استمرار سياسة النظام القمعية وإحكام القبضة الأمنية رغم الإيقاف الشكلي لقانون الطوارئ.
فقد تمادى النظام في يوم الجمعة العظيمة وما تلاها في ممارسة العنف القاتل ضد السوريين في مختلف المدن السورية، في الوقت الذي يزداد فيه السوريون يوماً بعد يوم إيماناً بثورتهم السلمية ويزدادون حرصاً وإصراراً على التغيير .
وليست دعاوى وجود عناصر إرهابية تستدعي تدخل الآلة الحربية للنظام في المدن التي شهدت تظاهرات كبيرة ومشاركة فعالة من أبنائها، إلا دليل جديد على إفلاس النظام واختياره للحل الأمني-العسكري لقمع ثورتنا السلمية من أجل الحرية.
إن لجان التنسيق في المدن السورية تؤكد على أن الرد الوحيد على عمليات القتل والمداهمة والاعتقال والتنكيل بالمواطنين، ستكون عبر استمرار التظاهر السلمي في مختلف المدن السورية، حتى الوصول إلى التغيير المنشود.
كما تتوجه إلى الضباط والجنود السوريين الذين نأوا بأنفسهم عن المشاركة في سفك دماء السوريين بكل الإكبار والإجلال, ونطلب من الجيش السوري أن ينحو بكافة عناصره وضباطه هذا المنحى الوطني والإنساني الشريف.
وندعو أخيراً لأن تكون الجمعة القادمة الرد الحاشد والسلمي على امتداد البلاد، على جرائم القتل والترويع والاعتقال بحق السوريين, فندعو الشعب السوري العظيم أن ينزل إلى ساحات الحرية بكل أطيافه السياسية معلناً أن عصر الذل والاستعباد والغطرسة الأمنية قد ولى, وأن هذا الزمن هو زمن الشعوب.
الرحمة لشهدائنا الأبرار والنصر لثورتنا من أجل سورية حرة ديمقراطية.
26-4-2011
This post is also available in: الإنجليزية